- اسم العنصر:
حرفة الصناعة التقليدية للنقش على النحاس بمدينة قسنطينة |
- أسماء متداولة
الصفارين (الصفارجية)، كما يتم تسمية الذين يقومون بطلاء المصنوعات النحاسية المستعملة في الأكل بالقصدير بالقزادرية والنحاسين أو النحاسية
|
- الإطار الجغرافي لانتشار العنصر
عرفت الجزائر الصناعة النحاسية منذ العهد الزياني حيث انشأ الزيانيون مصانع لسبك النحاس والمعادن الأخرى في القرن 13م وقاموا بصنع النحاسيات لتلبية حاجيات السكان. إلا أن ازدهار هذه الحرفة في الجزائر كان في العهد العثماني، ويعود ذلك لاهتمام الأتراك بهذه الحرفة من جهة وقدوم المورسكيين من الأندلس من جهة ثانية الذين كانوا في الأغلبية تجار وحرفيين. فساهموا في ازدهار حرفة النحاس بالحواضر الجزائرية خاصة بالقصبة في العاصمة ومدينة قسنطينة وتلمسان وبصورة أقل في المدية ببوغار والأغواط وتندوف وغرداية. إن حرفة النحاس قد تراجعت كثيرا وأصبحت مهددة بالزوال في الوقت الحاضر بجميع مناطق الوطن باستثناء مدينة قسنطينة، التي مازالت حرفة النحاسين أو الصفارين أو الصفارجية كما كانت تسمى سابقا تحافظ على بريقها، حتى أصبحت تُعرف بحرفة النحاس والمصنوعات النحاسية. هذه المدينة المتواجدة بالشرق الجزائري اشتهرت بعدة معالم تاريخية وأثرية، وقد سميت بعدة أسماء منها اسم «عاصمة الشرق الجزائري» لأهميتها ومكانتها التاريخية كما سميت بـ «مدينة الصخر العتيق» لكون المدينة القديمة مبنية على صخرة يحيط بها وادي من اغلب الجهات تقريبا. مما منحها موقع حصين منذ القديم. سميت سيرتا أو قيرتا في العهد النوميدي، واسمها الحالي «قسنطينة»، وقد حصلت على هذا الاسم في عام 313 ميلادي نسبة إلى الإمبراطور قسطنطين الأول، كما سميت أم الحواضر لأنها تُحسب من بين أقدم المدن في العالم. كانت قسنطينة في العهد العثماني ثاني مراكز صناعة النحاس بعد العاصمة (الجزائر)، واستمرت كذلك في العهد الفرنسي. لقد حافظت مدينة قسنطينة على تراثها في صناعة النحاسيات وهي اليوم تنتج أكبر نسبة من المصنوعات النحاسية بطابعها التقليدي على المستوى الوطني، وقد ساهمت هذه الحرفة في التعريف بمدينة قسنطينة دوليا وعربيا. ونظرا لجودة منتجاتها فهي تنتشر في الدول العربية منها العراق ومصر وليبيا وتونس وسوريا، كما حصدت الكثير من الجوائز في مهرجانات دولية أهمها جائزة أحسن صناعة حرفية الخاصة بالنحاس في مهرجان الصناعات التقليدية والحرفية في العاصمة السورية دمشق عام 1998. ينتشر النحاس في الوقت الحاضر في عدة أحياء بقسنطينة، على رأسها شارع رحماني عاشور، المعروف لدى سكان قسنطينة بشارع باردو والذي كان يحتضن الحرف النحاسية منذ عهد الاستعمار الفرنسي، وما زال يوجد به اليوم العديد من الحرفيين، يمتلكون خبرات ومعارف متعددة عن صقل وصناعة النحاس والنقش عليه، كما توجد في حي الدقسي عدة محلات للنحاسين تم فتحها حديثا، ويوجد حرفيون متفرقون في كل من عوينة الفول وشعب الرصاص وبكيرة.
موقع قسنطينة باللون الأحمر بخارطة الجزائر
خريطة مدينة قسنطينة والأسواق المنتشرة بها في سنة 1838 (مرسيي MERCIER ) |
- مجال أو مجالات انتماء العنصر
المعارف والمهارات المرتبطة بالحرف التقليدية |
- وصف العنصر
- الوصف التفصيلي
أولا: لمحة تاريخية عن حرفة النحاس بقسنطينة: عرفت الحرف ازدهارا كبيرا داخل الحواضر الجزائرية خلال القرون الوسطى حتى اتصف سكانها بجودة الصنائع واتقانها، هذا على عكس البدو خارج المدن الذين انشغلوا بأعمال الرعي والفلاحة، وقد أسهم ابن خلدون في وصفهم في مقدمته حيث فرق بينهم بقوله: " ومن هؤلاء من ينتحل في معاشه الصنائع ومنهم من ينتحل التجارة، وتكون مكاسبهم أشهى وأرفه من أهل البدو " تميزت قسنطينة ضمن هذا السياق باحتضانها لجملة تلك الحرف والصنائع التي جعلت منها حاضرة متفردة، شكلت خلال فترات متعاقبة من الزمن قبلة للتجارة ومفترق الطرق لانتشار الفنون القادمة من كل أنحاء العالم، ولعل أهم هذه الفنون كان النقش على النحاس وصناعته، حيث كانت قسنطينة في العهد العثماني ثاني مراكز صناعة النحاس بعد الجزائر. إن ازدهار حرفة النحاس بالعهد العثماني جعلها تتخذ بنية تنظيمية مضبوطة لخدمة هذه الحرفة حيث يبدأ الهرم التنظيمي في قاعدته بالمتعلم أو الصبي ثم يأتي الصانع وقمة المثلث المعلم ، أما الإشراف الإداري إن صح التعبير فيوجد في القمة بمنصب أمين الأمناء و يليه الخوجة والصايجي والأمين، ثم يأتي بعد الأمين مساعدوه وهم الشاوش والكاهية والرفقاء الخاصين بالحرفة .
هذه البنية التنظيمية لم تعد موجودة اليوم بل يوجد المعلم وهو صاحب الورشة و"صنايعي" وهو من يتقن الحرفة لكنه يشتغل عند المعلم والمتربص أو الذي يسعى لتعلم هذه الحرفة. لقد استعمل القسنطنيون في البداية النحاس في صناعة أواني الطبخ ولوازم الاستحمام، ثم توسعت استخداماته في عهد العثمانيين كي يصبح من أدوات الزينة الأساسية التي تصاحب العروس في محفلها كمظهر من مظاهر الرفاه وعمارة المنازل، واستمر الحال كذلك حتى قدوم الفرنسيين، حيث تم إحصاء أربعة عشرة عاملا موزعين على ستة ورشات حافظوا على نفس التقنيات المستعملة في صناعة النحاس في العهد العثماني والتي تمتاز نقوشها بمواضيع نباتية داخل أشكال هندسية ومعظم التحف تتم بتقنية الحز والتطريق ومن أهم أوانيها الميضأة (القيروانية والقفيطرة) والدلاء بأشكالها وأنواعها والمرشات والأطباق، إلى جانب نوع آخر من الأواني يدعى بالقطارة وهي خاصة لتحضير عطور الورد والياسمين. كان للنحاس دورا مهما أيضا في صناعة الأسلحة التي سعى المقاومون للغزو الفرنسي من الجزائريين وعلى رأسهم الأمير عبد القادر على تطويرها وامتلاك مصانع لها فظهرت قطع أساسية من معدن النحاس على البنادق الحربية كما ظهر النحاس أيضا كمادة جمالية على السيوف وطرزت به سروج الخيل. وتطور النقش على النحاس أكثر فأكثر في مدينة قسنطينة، خاصة أن الحاجة في استخدامه لصناعة أواني الطهي قد تراجعت مقابل كونه مادة تستغل في تصنيع تحف الزينة ومستلزمات العروس فتفنن الحرفيون في إظهار مهاراتهم فيه حتى أصبحت عاصمة الشرق لا تعرف إلا بنحاسها المتقن المتفرد في نقوشه، وقد تعرف هوية القطعة الفنية النحاسية فقط من خلال النقش الذي يوضع عليها. ثانيا: المواد المستخدمة في صناعة النحاس وأهم مراحله: تستخدم عدة مواد في صناعة النحاس كما يتم المرور بعدة مراحل في صناعة النحاسيات التقليدية. 1. المواد الأولية المستخدمة: عرفت الفنون الصناعية في الجزائر نهضة كبيرة خلال العهد العثماني، حيث استخدم الصناع كل أنواع المعادن في صنع منتجات فنية فأتقنوا فيها، واحتل معدن النحاس الصدارة في هذه الفترة لوفرته بمنطقة الأناضول ومناطق كثيرة في الجزائر خاصة كتامة. ويعد النحاس المادة الأساسية في حرفة النحاس بالاضافة لزنك والقصدير والبرونز لذلك نقدم تعريفات مختصرة لهذه المواد المعد. 1.1. النحاس: النحاس والصفر والقطر والمس كلها مرادفات لعنصر واحد المعروف بالنحاس، وكلمة الصفر جاءت من النحاس الأصفر، ومنه كلمة الصفار أي صانع النحاس، ويعد النحاس من المعادن التي تتميز بلون أحمر برتقالي وهو اللون الطبيعي، وهومتين مما يجعله قابل لمختلف عمليات الطرق،كما يتميز بتحمل درجة حرارة عالية لذلك استعمل في صناعة أواني الطهي وهو قابل للتصفيح وسهل الطرق عليه وبارد مما يسمح بتمتينه وتلدينه. وتوجد منه عدة أنواع وهي: - النحاس الأحمر: يعتبر النحاس الأحمر من أكثر المعادن استعمالا وانتاجا، لتميزه بالطراوة وسهولة تشكله إلى أشكال متنوعة بتقنية الطرق دون أن يحدث له انكسار. ويتميز هذا النوع بصفائه إذ لا يدخل في تشكيله نسب معدنية أخرى، وأثناء عملية التشغيل يكتسب النشوفة بسهولة مما يستلزم تخميره،وذلك بتسخينه وإحراقه إلى درجة الاحمرار القاتم، ثم يغمس في الماء مباشرة. - النحاس الأصفر: يتكون النحاس الأصفر من عنصرين أساسيين هما النحاس الأحمر والزنك، تكون نسبة النحاس أكثر من نسبة الزنك ليكون أكثر ليونة ويمكن تشغيله وهو بارد ولكن يستحسن أن يسخن غلى درجة اللون الأحمر القاتم. واذا اريد تطريته فانه يخمر بتسخينه غلى درجة الاحمرار القاتم ثم يترك ليبرد ويغمس بعد ذلك في الماء، ولسرعة نشوفه يلجأ الصانع لتخميره عدة مرات. - النحاس الذهبي: يعرف هذا النوع باسم الصفر، وتقدر فيه نسبة النحاس الأحمر ب 90 بالمئة ونسبة الزنك بـ 10 بالمئة، يتميز هذا النوع بسرعة الانصهار والليونة وسهولة التشغيل فيه على البارد ولا يحتاج لعمليات تخمر شديدة. 1. 2. القصدير: هو معدن ليًن رفيع وناذر الثمن، يوجد على شكل سبائك رقيقة ذات لون أبيض المائل إلى الرمادي، ويكون خطيرا إذا لم يكن صافي أي ممزوجا بمعدن الرصاص، يستعمل القصدير في تغطية الأواني وتبييضها حيث أنه يكون طبقة واقية ضد مفعول النحاس السمي المضر، كما يكسب الآنية مظهرا فضيا. 1. 3. البرونز: هو خليط من النحاس والقصدير، ويضاف إليه أحيانا معادن أخرى مثل الفضة والرصاص لتزيد من لمعانه، كما يعتبر مادة مثالية بالنسبة لتقنية الصب في القالب لأنه في غاية السيولة عند الإنصهار، يستعمل البروز في كثير من الأحيان في صناعة مقابض الأواني. 2. مراحل صناعة وتشكيل الآنية أو التحفة النحاسية تمر عملية تشكيل المصنوعات النحاسية عند الحرفي بعدة مراحل تبدأ بتحضير صفائح النحاس التي يحورها ويزخرفها بواسطة عدة أدوات ويستخدم تقنيات مختلفة، تتألف هذه الأدوات من مطارق بأنواعها وأزاميل مختلفة وملاقط ودعامات و قوالب بالإضافة لأدوات القياس والقص والمقاطع دون أن ننسى المخارز. كما يستخدم تقنيات الحز والطرق واللصق ...إلخ. 2.1. تشكيل الآنية أو التحفة النحاسية لتحضير الآنية أو التحفة النحاسية يختار الصانع القطعة من الحجم المناسب من النحاس الأحمر أوالأصفر، ثم يقوم بتخطيط المساحة المراد صنعها بعدها يبدأ في تقطيعها ليشكل النموذج المراد إنجازه، هذا في حالة عدم تجانس أجزائه، ثم يلحمها كي يحصل في نهاية المطاف على الآنية المطلوبة، أما إذا كان العمل لا يتطلب أجزاء مختلفة غير متجانسة، فيلجأ الصانع إلى تقنية ضرب ورقة النحاس حتى تعطي الشكل المطلوب وقد يكون النحاس باردا أو محمرا قليلا، وتستعمل هذه التقنية في صناعة السواني والأطباق وأغطية النحاسيات، تعتمد هذه التقنية على ثلاث أساليب هي التقبيب التعميق والجمع حيث يقوم الصانع عند التقبيب بوضع صفيحة النحاس المراد تقبيبها على قضيب حديدية ويقوم بالضرب عليها بشكل دائري حتى يجعلها تشبه شكل القبة، أما التعميق بواسطة الطرق فيتم مع الأواني قليلة العمق كالأطباق الخاصة بالكسكسي والطاسات حيث يتم قولبتها بواسطة قوالب خشبية توضع فوقها الصفيحة النحاسية ويتم الطرق عليها لتأخذ شكل القالب الموجود في الخشب وذلك باستعمال دقماق له رأس طويل، أما الجمع فيتم بواسطة المطرقة والسندان من أجل طي حواف الآنية وتشكيل حوافها. إن هذه العمليات هي التي يظهر من خلالها مهارة الحرفي وقدرته على تشكيل النحاس وتحويره، وهذا ما يعرف ب "التطلاع" فقليل هم اليوم الحرفيون الذين يستطيعون إنجاز تحف نحاسية دون اللجوء إلى عمليات التلحيم. كما تتم عملية البرد في عدة مرات أي عند كل عملية تلحيم وبعد عمليات النقش وفي نهاية انجاز الآنية ، وأما عملية الصقل فتتم في المراحل الأخيرة من الانجاز لإزالة التشوهات والخدوش التي يسببها المبرد سواء بالمساحيق أو استعمال حجارة الصقل. تحتاج الأواني النحاسية لعملية مهمة تضمن له الحماية من الأكسدة والتفتيت وهي عملية القصدرة هذه العملية يقوم بها القزادري حيث يقوم بتنظيف الآنية النحاسية بمحلول كيماوي يتكون من حامض الكبريت وقطع من الزنك في وعاء من الرصاص باستعمال قطع من القماش مبلولة بهذا المحلول، بعدها يقوم بوضع الآنية في الفرن ورشها بحامض الأمونياك الذي ينظف سطح النحاس ويسمح للقصدير بالالتصاق عندها يتم تسخين الانية وتذويب القصدير على سطحها مع المسح بقطعة من القطن تسمح بتمديد القصدير وبسطه على سطح الآنية عندها تتكون طبقة رقيقة من القصدير تغطي نحاس الآنية. وأحيانا يتم تذويب القصدير وغطس الآنية النحاسية فيه وتركها تجف. 2. 2. تقنيات النقش والزخرفة النحاسيات. - تقنية الحز Ciselage: تصلح هذه الطريقة لجميع المعادن التي تقبل إحداث الزخارف عليها بواسطة آلة مذببة مثل إزميل صغير ذو رأس مدبب، يعد هذا الأسلوب من أقدم الطرق المستخدمة في زخرفة المعادن بقسنطينة ومازال مستعملا إلى اليوم، وقد استخدمت طريقة الحز عند العثمانيين منذ وقت مبكر وخاصة في تنفيذ زخارف الأرضيات النباتية والزخارف العربية المورقة الأرابيسك، وكذلك الزخارف الكتابية والهندسية حيث تتم الزخرفة بحز الزخارف فوق السطح الخارجي للآنية أوالتحفة بآلة حادة، حيث يحدث الحز إنخفاظا في سطح المصنوعات دون إزالة جزء منها. - تقنية النقش: هذه التقنية تستعمل كتقنية أساسية بقسنطينة خاصة في صناعة الصواني وهي عبارة عن سينية كبيرة يستعمل لحمل الأطباق المختلفة أثناء تناول الوجبات أما السينية فهي تستعمل لحمل الإبريق وفناجين للقهوة وهي من أكثر الأواني التي يتم صناعتها في الوقت الحالي بمدينة قسنطينة، تتم عملية النقش عن طريق خدش الخطوط والرسومات على سطح المعدن بواسطة أزاميل مختلفة الأشكال والأحجام لها رؤوس ذات أشكال مختلفة مستطيلة أو منحنية والتي تسمى الضفرة وأخرى تشبه حرف v أو النجمة أو النقطة أو دائرة صغيرة وغيرها من الأشكال ثم يتم وضع رؤسها على سطح الصفيحة والضرب على رأس الازميل الثاني بالمطرقة فينطبع الشكل المراد نقشه، ويتم تحديد الرسوم بواسطة الرسومات الورقية أو مباشرة بتقسيم السينية أو الصني لأجزاء مثلثية يتم رسم نفس الشكل في كل جزءمباشرة دون الاستعانة بالرسم الورقي وتسمى الرسوم المتقنة بالتطلاع أما الرسوم البسيطة فتسمى بالطيفور أو بالنقش السوقي. - تقنية التطريق: هي أحد الأساليب الفنية لزخرفة الأسطح المعدنية، وغالبا ما تكون المادة من النحاس الأحمر أو الأصفر،وتكون زخارفها بارزة، تنفذ بواسطة منقاش أو مطرقة وفي معظم الأحيان تتقن بعملية الحز، وتتم هذه العملية بتحضير خليط من الزفت والصمغ المذاب أو من الشمع أو على كتل الرصاص، ثم يصب المزيج على لوحة تكون على هيئة طبقة سميكة نوعا ما، ولما تبرد هذه الطبقة توضع فوقها الصفيحة التي ينبغي زخرفتها، وينتظر حتى يتصلب الزفت تماما، لتكون أعمال الزخرفة ملائمة للنقش عليها ولكي لا تشكل عائقا أمام ارتفاع البروزات، وهنا يبدأ الفنان بالنقش على المعدن، وذلك بالطرق على المنقاش، وتظهر بذلك الزخارف بارزة. تقنية اللصق Gaufrage: هي تشبه طريقة التطريق حيث يتم طبع الرسوم المرغوب فيها بالضغط على قوالب، فتنتج عنه زخارف بارزة فوق سطح المعدن. - تقنية التكفيت: وتتم بتطعيم معدن بنوع آخر من المعادن يكون من نفس النوع أو مختلف عليه في اللون، بمعنى يتم حشو الفجوات أو مكان الزخارف المحفورة على سطوح المعدن بمعدن مغاير له وأعلى قيمة، وعرف هذا الأسلوب في الجزائر في أوائل القرن 19م، حيث أتبعت في الجزائر الطريقة الدمشقية والمتمثلة في تثبيت أسلاك ذهبية أو فضية في قناة محفورة مائلة نوعا ما لتكون قاعدتها أعرض قليلا من الفتحة والذي يسمح بتثبيت الأسلاك المعدنية وهذا بخلاف الطريقة الموصلية التي يتم فيها تثبيت الأسلاك على القطعة مباشرة. 2. 4. الترصيع: وتتم هذه الطريقة بإعداد الشكل الزخرفي ولصقه على السطح المراد تزيينه، أو القيام بإعداد حفر تناسب المواد المراد إضافتها كالحجارة الكريمة وتترك أطراف الحفرة مفتوحة حتى إذا وضع الحجر في موضعه تلتئم معه وتمسكه فلا يفلت، وقد استخدم إلى جانب ذلك العثمانيين الترصيع بالمينا الذي يتم بسكب مسحوق مشكل من الرصاص والكبريت وملح النشادر في الأماكن المحفورة على سطح التحفة ومعها مادة زجاجية حتى تبدو التحفة وكأنها مرصعة بالأحجار بعد أن توضع في فرن ساخن لتلتصق المينا على التحفة كما تكتسب بريقا زجاجيا. 2. 5. الترخيم: تسمى الزخرفة التي تجري بشكل ثقوب والتي يستخدم فيها الصانع معدات التخريم والتقطيع على التحف المعدنية،برسم النقش المطلوب فوق سطح طبقة المعدن المراد تفريغه ويستخدم هذا الأسلوب في زخرفة أدوات مثل القناديل والمباخر والموقد . 2. 6. التمويه: استعملت هذه التقنية على نطاق واسع في العصر العثماني فكان يتم تمويه المصنوعات النحاسية بطلائها الفضة والذهب، وكان العثمانيون يطلقون على النحاس المموه بالذهب اسم التومباك وكان استخدام الذهب والفضة في التمويه لسببين الأول جمالي والثاني وظيفي لحماية البنية الداخلية للمعدن. ثاليا: أدوات الصنع والزخرفة. 1. السندان: وهو عبارة عن قطعة حديدية متعددة الأشكال والأحجام تتم فوقه عملية الطرق لتحوير المعدن إلى أشكال متعددة كالسندان الوتدي ذو الرأسين والسندان المسطح وغيرها. 2. الزبرة: توجد عدة أنواع للزبرة وهي عبارة عن عمود معدني صلب يرتكز على قاعدة خشبية تستخدم في عمليات الدق بغرض تسوية وتنعيم الأواني وأيضا في عمليات الزخرفة ويوجد نوعين منها هي: زبرة النقش والتفريغ: وهي عبارة عن قطعة حديدية مثبتتة على الخرسانة أو على قطعة خشبية تكون ملساء وليست خشنة. زبرة الضغط: هي عبارة عن قاعدة حديدية ذات سطح مستوي أملس يوضع عليها نموذج المزخرفة ثم يشرع في الطرق لتشكيل الزخرفة على السطح النحاسي. 3. المطارق: وهي أداة معدنية أو خشبية حيث تستعمل في كل مراحل صناعة النحاسيات وتستعمل لطرق وتصفيح السبائك وتشكيل الآنية، وتختلف في الأحجام والشكل وتسمى المطارق الخشبية في قسنطينة بالدقماق ويجد عدة أنواع منها: دقماق التسطيح: وهو عبارة عن مطرقة مصنوعة من الخشب لها رأسين في شكل أسطواني تستعمل لتسطيح النحاسيات، وكانت تسمى في العاصمة بالميجم, دقماق التشفير: وهي أيضا مطرقة خشبية ذات رأسين لها شكل أسطواني، تستعمل في تسوية حواف السواني أو جوانب الأطباق، ويعرف باسم الديكول. مطرقة التشفير: وهي مطرقة مستعملة في عملية التقويس لأن رأس المطرقة الطويل يساعد في إظهار حواف الآنية كالطبق أو السينية، يطلق عليها إسم الريشة. كما توجد عدة مطارق عادية تستعمل للضرب على الأزاميل عند الزخرفة. 3. الازاميل: هي عبارة عن قطع معدنية في شكل قضبان صغيرة لها رؤوس مدببة أو حادة منبسطة حسب الدور التي تقوم به فهي تقوم بالتقبيب والحز وفتح التجاويف وإبراز الزخارف على سطح الآنية، ويتم ذلك بالطرق على رأس الازميل بواسطة مطرقة والجهة الثانية للازميل تتبع الزخارف المراد الحصول عليها. ومن الأنواع المعروفة هي الضفرة والذي يتم به تشكيل خروز على شكل ضفر أو قوس، ازاميل تقوم بوصم نقاط على النحاس وتسمى بالنقطة تختلف أحجامها من صغيرة وكبيرة كما أنها قد تكون لها رأس بشكل نجوم أو شكل معين. كما يوجد ازميل الغبرة وهو يترك أثار تشبه غبرة الرمل. 4. الملاقط والمقاطع: عند عملية التسخين يحتاج الصانع للملاقط ليمسك بها القطعة المراد تسخينها أو الكماشات والتي تستخدم أثناء التلحيم أو التمديد أو جذب الخيوط.أما المقاطع فتستعمل للقطع لاجل إتمام عمليات الإصلاح والتشطيب. 5. المقص والمبارد: يستعمل المقص لقص الصفائح النحاسية وتحويرها إلى أشكال مختلفة كقصها على شكل دائري، أو على شكل مربع بالإضافة لتسوية الحواف بعد تحديدها بواسطة المدور ومن أنواع المقصات الكولابة التي تقص الخيوط والأشرطة النحاسية. وأيضا مقص الدوران. أما المبارد فهي متعددة الأحجام وحادة الرأس تستعمل في شتى مراحل الصناعة في عملية صقل ةتهذيب الزوائد الناتجة عن القص والتلحيم. 6. المدور: ويسمى بقسنطينة البركار وهو قطعة من حديد تتكون من جزأين أحدهما حاد الرأس تقام به المقاسات والتخطيط وتوزيع مواضيع الزخرفة. رابعا: أهم أشكال الزخرفة ومدلولاتها. تتميز الزخارف في النحاسيات بمدينة قسنطينة بشدة تأثرها بالزخرفة العثمانية حيث أستخدم العثمانيون في الجزائر زخرفة التوريق أوالرقش العثماني والمتمثل في الاعتماد على الزخارف المحورة من الرسوم الحيوانية والنباتية فتكون الرسومات مختلفة عن صورها الطبيعية خاصة الصور الحيوانية أما النباتية فتكون أحيانا طبيعية مثل أزهار اللالة والقرنفل والرمان والنسرين والياسمين والزنبق والسوسن والنرجس إلخ وتعد أزهار اللالة والقرنفل من أكثر الأزهار استعمالا في الجزائر، تتميز الزخرفة للنحاسيات في قسنطينة بأنها تعتمد على الزخرفة النباتية برسم الأوراق والمراوح النخيلية والأشكال الوردية والزهرية المختلفة البتلات والأشجار كالنخيل والزيتون والسرو خاصة شجرة السرو المعروفة في بلاد الرافدين بشجرة الحياة والتي ترمز للحياة الخالدة وذلك بسبب دوام خضرتها طول السنة، كما يتم رسم فاكهة الرمان والعنب. أما الزخرفة بالرسومات الحيوانية فتوجد في قسنطينة الزخرفة بالسمكة والتي ترمز للثروة والازدهار والرفاهية والخصوبة وقد كانت ترسم السمكة في الأدوات التي تأخذها معها العروس في جهازها خاصة المحبس تيمنا وتفاؤلا بأن تكون العروسة جالبة للحظ وكثيرة الولد. وفي كثير من الأحيان تستعمل حراشف السمك في الزخرفة بدلا عن السمكة. إن النحاسيات الجزائرية في العهد العثماني، قد كونت حسب بعض الباحثين مدرسة خاصة في القرن 18م، وذلك من خلال زخارفها المميزة خاصة المشتبكة منها وعنصر الزخرفة الشجرانية المتمثلة في شجرة السرو المنفذة بالأسلوب الجزائري المحض. كما نجد رسوم المثلثات الصغيرة التي ترمز لكوز (ثمرة) شجرة الصنوبر الحلبي والمعروفة باسم "الزقوقو" كما تنتشر أيضا أشكال النجمة الثمانية والسداسية والخماسية على مصنوعات "السني" الذي يخصص لتقديم القهوة والحلويات، بالإضافة إلى هذا نجد أشرطة مفصصة بتقنية التطريق أو في شكل ضفائر منقوشة يحيط معظم القطع النحاسية ذات الحجم الصغير كالطاسة، الوضاية، السكرية وإبريق القهوة، ونجد أيضا بعض صور الغزال والحمام الداجل على اللوحات النحاسية المخصصة للديكور،كما ظهرت اليوم رسومات للجسور المعلقة على الأعمال النحاسية وذلك لرمزيتها الدالة على وجود هذه المعالم الهندسية التي ربطت مدينة الصخرة سيرتا بمحيطها الخارجي منذ فترات ما قبل التاريخ. حتى سميت بمدينة الجسور المعلقة. خامسا: أهم المصنوعات النحاسية : - العناصر المادية واللامادية المصاحبة للممارسة (الفضاء، الأزياء الأدوات)
- الممارسات العرفية التي تنظم أو تمنع من الوصول للعنصر
- كيفية التعليم وطرق نشرها بين الأعضاء ونقلها للناشئة
- مشاركون آخرون
- المنظمات غير الحكومية المجتمع المدني
هيئات رسمية
4. مدى قابلية العنصر للاستمرار: العراقيل والتهديدات
6. التوثيق الفوتوغرافي للعنصر
7. هوية الشخوص المرجعية المعتمدة في أستفاء البيانات
8. المصادر والمراجع
|